الجمعة، 11 ديسمبر 2009

ارساء أخلاقيات العمل في المؤسسة

مشاركة: نهى الزعاقي
اتباع الأخلاق هو أمر يجب أن يحرص عليه كل شخص ولكن إدارة المؤسسة لن تعتمد على مدى التزام العاملين بأخلاقيات العمل بناء على قناعتهم الشخصية بل هي بحاجة لأن تلزمهم بذلك كجزء من متطلبات العمل .فكما أوضحت فإن عدم الالتزام بأخلاقيات العمل يؤثر على أداء المؤسسة وبالتالي فلا بد لا من الحرص على تطبيقها. لذلك فإنه من الضروري تحديد ماهو أخلاقي وماهو غير أخلاقي في عرف المؤسسة لكي يلتزم به الجميع في غيبا ذلك فإن كل موظف يكون له مقاييسه الشخصية والتي تختلف من شخص لاخر.كذلك فإنه لابد من التعالم بحزم مع كل إخلال بهذه الاأخلاقيات. لابد أن يتم التعامل مع الكذب في التقارير وفي البيانات وفي التعامل بكل حزم. لابد أن تعامل روح العداء والإيذاء بين العاملين بالجزاء الرادع. لا يمكن ترك كل موظف يتصرف حسب ما اعتاد عليه فلا يمكن ترك الموظفين يتبادلون الألفاظ البذيئة أو يحيكون المؤامرات لبعضهم. لا يمكن أن يتم التعامل مع من لا يحترم اخلاقيات العمل بتهاون فهذا يجعل الجميع يسلك نفس المسلك. لا يمكن أن تقبل أن يكون العاملين لهم مصالح متداخلة مع مصلحة المؤسسة . لا يمكن أن تقبل أن تكون روح العداء منتشرة بين العاملين. لا يمكن أن تقبل أن يخدع موظفا عميلا أو موردا أو متقدم لوظيفة. لا يمكن أن تقبل إدارة المؤسسة أن يأخذ العاملين هدايا قيمة من الموردين أو العملاء. يجب أن يتم التعامل مع كل أمر يخص أخلاقيات العمل بكل شدة مهما كانت رتبة الشخص المخالف .الحرص على أخلاقيات العمل هو أمر أخلاقي وديني وإداري. مع الأسف فإن اهمالنا لأخلاقيات العمل يجعل العاملين لا يتعاونون والشركات لا تثق في بعضها والكل يبدأ بسوء الظن ولا يمكننا الاستفادة من خبرات بعضنا. أخلاقيات العمل ضرورة للتطور . لابد أن تكون لأخلاقيات العمل أولوية أكبر بين موظفينا ومديرينا.

لاتفقد الأمل في أخلاق العاملين .. قصة آل كابون

مشاركة : سمية الجميعة
أحيانا قد يكون الشخص في بيئة تضعف فيها أخلاقيات العمل لدى الأفراد وقد يجتمع ذالك مع هفوات في النظام فيقع في خيبة أمل وقد يضعف إيمانه بمبادئه التي تبناها كجزء منه ومن شخصيته فكلما نظر حوله وجد قلة من هم يؤدون أعمالهم على أكمل وجه ليس من اجل الترقيات أو البدلات ولاكن لاعتقادهم بان ذالك هو الصحيح ومن مقتضيات القيام بهذا العمل وقد يكونوا اقسموا على ذالك في بعض المهن ولاكن بدون رد اعتبار لذالك القسم ..بل الأسوأ من ذالك القيام بما ينافي مقتضيات مهنتهم بالكلية كان يكون مسؤل عن السلامة في مبنى ما فيتغاضى عن التدقيق في الشروط مقابل مبلغ مالي أو مقابل توطيد علاقته مع المالك متجاهلا اساس مهنته وهي الحفاظ على السلامة من اجل أرواح الناس وليس مجرد بنود على ورق ..
ولاكن ذالك لا يعني ابدا فقد الأمل فحتى لو كنت شخصا واحدا بيدك القدرة على التأثير ولو كان ذالك التأثير لا يظهر إلا على المدى البعيد فمجهود الشخص لن يضيع بل يجب عليه أن يكثف جهوده في البحث عن كيفية الإصلاح من خلال النظام ولو كان يرى أن هذا النظام غير فعال فمثل الذين يرتكبون تجاوزات باسم النظام عن طريق احد ثغراته هناك من يسعون لتحقيق العدل والإصلاح عن طريق ميزاته اوحتى ثغراته ..
ومن هذا المنطلق أردت التقديم لهذه القصة المشوقة فهي تتحدث عن شخص وهو الفونس آل كابون يعرف ب"آل كابون" هذا الشخص يعد من أشهر الأسماء في تاريخ العالم الإجرامي والمافيا الايطالية في الولايات المتحدة تقع الأحداث خلال الفترة بين 1920و1930فقد كان في أوج ازدهار أعماله التي تضمنت كل مايخطر على البال من الأعمال الغير مشروع المتاجرة بالمخدرات وتهريب الاسلحه والمتاجرة بها وأعمال الدعارة والأعمال الربويه والرهونات الغير قانونيه وأعمال المقامرة الغير مشروعه السرقة والسلب والقتل وغسيل الأموال واتخذ من مدينة شيكاجو مقر لإعماله وكان مهيمنا على الأجواء في تلك الفترة ومتمكنا من النظام عن طريق الرشاوى فكان له في كل من الاجهزه الحكومية أعوان يتولون تغطية أعماله والتغاضي عن جرائمه وان فكر احد في محاكمته كان العنف السبيل الوحيد الذي يتعامل به فيقتل جميع الشهود ويرشي هيئة المحلفين "مجموعه من المواطنين يتم اختيارهم للبت في الحكم على المتهم بالإضافة إلى القاضي الذي يتولى مهمة تحديد العقوبة " فيضمن عدم تعرضه للمشاكل القانونية
فلكم أن تتخيلوا الشعور بالعيش في تلك البيئة حيث الكل حتى وسائل الإعلام على علم تام بإجرام هذا الشخص ولاكن لا احد يجرؤ على عمل شي أو محاولة اتهامه خوفا على حياتهم ..
خلال تلك الأجواء كانت مجموعة من المحققين النزيهين الذين اختاروا السعي لإحقاق العدالة بالرغم من المخاطر المحيطة بها بدل التسليم لواقع الحال ..فقد بدا مكتب وكيل الحظر في تلك الفترة "اليوت نيس" الذي اخذ على عاتقه البحث والتحقيق للإطاحة به ولا كن للأسف باءت المحاولات الأولى له بالفشل وبالرغم من ذالك لم يفقد الأمل بل استعان بشرطي سابق مخضرم ويدعى "مالون"كان مالون فض الطباع ولاكنه ساعد نيس في تكوين فريق للبت في الموضوع واخذ يعلمهم كيفية الإنهاء على الفساد الإداري والجريمة في شوارع شيكاجو في تلك الأثناء كان آل كابون غير عابئ بمحاولاتهم فكله ثقة من الفساد الذي سيمكنه من الحفاظ على مركزه وهيئته التي اتسمت بالملابس الفخمة والسيارات الفارهه ..ومن خلال بحثهم وبمساعدة احد أعضاء فريقهم وهو محاسب وجدوا احد المحاسبين الذين يعملون لدى رجل العصابة والذي بدوره لم يكن مرتاحا من عمله لدى العصابة فعرضوا عليه مساعدتهم مقابل العمل على حمايته من رجال العصابة فوافق وعن طريق مساعدته استطاعوا إيجاد إحدى النقاط التي غفل رجل العصابة عن تغطيتها لأنها بالنسبة لأعمالهم أمر تافه وهو الضرائب حيث وجدوا من خلال التدقيق في حساباته بمساعدة ذالك المحاسب العديد من المستحقات لهيئة الضرائب والتي تملص من دفعها خلال تاريخ أعماله وبذالك وجدوا التهمه التي لا مجال للشك في صحتها ..طلبت المحاكمة ووصل الخبر إلى العصابة التي تعاملت معه بطريقتها حيث تحينوا الفرصة واغتالوا الشرطي مالون كانت مخططاتهم تقضي بقتل الفريق ككل والشاهد أيضا "المحاسب" ولاكن باءت محاولاتهم بالفشل فما كان من العصابة إلا أن ترشي هيئة احد هيئة أعضاء هيئة المحلفين ففعلوا ذالك ولاكن خبرة المحقق بهم جعلته يقوم بخطوه لم يتوقعوها وهي أن عرف من هو العضو الذي اخذ الرشوة واستبدله بآخر في أخر لحضه من انعقاد المحكمة وبذالك ظهر الحق وحكم عليه بالسجن احد عشر عاما بالإضافة لغرامات مالية كبيرة جدا..فتحققت العدالة لإيمان أشخاص معدودين بها ..وبتهمه لم يعرف بها رجل العصابة ولاكنها حققت الغاية وهي إيجاده مذنب لكي يعاقب عن كافة أعماله بطريقة غير مباشرة..

للاستزادة الاطلاع على "موسوعة ويكبيديا الحرة"

الخميس، 3 ديسمبر 2009

أهمية التفريق بين الأخلاق والأخلاقيات

مشاركة: نوف الضراب


الدول والمجتمعات تنمو وتتطور بفعل مرجعياتها القيمية الأخلاقية، التي تستقي منها وتستند عليها شرعية منظوماتها الأخلاقية، التي تسير حياتها وتنظمها وتزن أمورها العامة والخاصة نسبة لها. ومنظومة الأخلاق، هي مجموعة القيم والمبادئ التي تبنى عليها أنظمة الدولة وقوانينها المكتوبة والمعمول بها، وغير المكتوبة التي تحرك السلوك الواعي واللا واع لمجتمعاتها أفراداً وجماعات. وعادة ما تتكون منظومات الأخلاق للمجتمعات، من موروثها القيمي التاريخي الذي صمد ومازال فاعلاً ومتفاعلاً مع العصر، ومن ما تختاره من تجاربها الحياتية الحديثة الخاصة بها، ومن ما تستقيه من تجارب المجتمعات الناجحة والمتقدمة المعاصرة لها.ومنظومة الأخلاق بشكل عام، من المفترض بأن تستند لقاعدة أساسية من المفاهيم الإنسانية المحدودة، الواضحة المعاني والمتفق على مقاصدها وما تصبو إليه. وهذا ما يسمى بالمرجعية القيمية الأخلاقية، التي تستخدم كمعيار واضح ومحدد، تنطلق منها مشروعية منظومة الأخلاق المستندة عليها. وفي ظل غياب مرجعية أخلاقية لأي مجتمع، يغيب لديه المعيار القيمي الأخلاقي، الذي يحدد شرعية أو صلاحية أي من أنظمته وقوانينه وممارساته الاجتماعية؛ ولذلك يدخل في دائرة مفرغة من التناقضات الغريبة والعجيبة، تربكه وتدخله في دوامة أخرى من عراك الديكة والتي قد تستفحل وتنتقل لحراب اجتماعي، هذا عدا ضياع الحقوق والاستهانة بها.أي إن مرجعية منظومة الأخلاق، هي واحدة مع كونها كمنظومة مختلفة ومتنوعة، وذلك لكونها تخضع لاختبارات وتجارب، فتنجح وتكون مقبولة ومعمول بها، إذا صمدت أمام مرجعيتها القيمية الأخلاقية، وأثبتت قدرتها على خدمة جميع فئات المجتمع، بأفراده وفئاته، ومؤسساته العامة منها والخاصة، وتطوى صفحتها، وتعتبر جزءا من تاريخ التطور الثقافي للمجتمعات؛ إذا لم تصمد أمام مرجعيتها القيمية الأخلاقية، أو وقفت حاجزاً ضد المصلحة العامة واللحمة الاجتماعية أو معطيات العصر وشروط تقدمه.وقديماً كانت المجتمعات البدائية تحل محل الدول، وكان كل مجتمع يعيش في شبه عزلة عن عالمه الخارجي، وقل أن تجد له أنظمة أو قوانين مكتوبة ومعمول بها، ولكن مفاهيم وقيم يستند بعضها لأوهام أو أساطير وخرافات؛ يتوارثها الناس وتحرك حياتهم، ولذلك لا تجد منظومات الأخلاق لديها أي تحد أو امتحان من خارجها؛ خاصة كون تطور حياة البشر آنذاك كان بطيئاً إن لم يكن شبه معدوم، وليس هنالك أحد أحسن من أحد، بشكل ملحوظ أو طاغ. وليس هنالك أي قيمة أخلاقية تحرك جماعة بشرية ما، ليس لديهم لها منطق وعندهم لها تخريج أخلاقي، حتى ولو اختلف معهم البشر جميعاً، أو نراها الآن غير مستساغة. فقد كان بعض العرب يئدون بناتهم، بينما الهنود يحرقون الزوجة حية مع جثة زوجها الميت، وعند بعض قبائل إفريقيا يتم التضحية بالأطفال الذكور كقرابين للآلة. وما شابه ذلك من أفعال وطقوس كانت تمارسها المجتمعات ويبارك فعل فاعلها ويثنى عليه، لتمسكه بها.وكان نشوء الدولة، كجسد تنظيمي فوقي يحتوي المجتمع الواحد المتشابه أو المجتمعات المتباينة في تركيبتها العرقية والثقافية في ظل حدودها وتحت مظلتها الإدارية، سبب رئيسي وملح لظهور منظومة أخلاق يتعارف عليها ويعمل بها. وكلما كانت الدولة تحتوي على مجتمعات متباينة في تركيبتها العرقية والثقافية واتساع رقعتها الجغرافية، كلما كان وجود منظومة أخلاق متفق عليها، مطلباً وطنياً وأمنياً بالنسبة لها. ولا تكون الدولة دولة بالمعنى الحضاري الثري، وعليه تحتوي على منظومة أخلاق، إلا إذا كانت تحتوي على فئات متنوعة من السكان، متساوية نسبياً بالعدد والثروة والسلطة، مثل الرعاة والمزارعين وأهل البحر والصناع والحرفيين والتجار وأصحاب الفكر والسياسة إلخ. ويتوزع وجودهم في البوادي والأرياف والقرى والمدن الداخلية والساحلية المأهولة بأنواع السكان؛ حينها يكون الحراك الاقتصادي وتبادل المنافع الحياتية عمود نظامها وأساس تركيبتها وسر وجودها وتنامي قوتها ومنعتها.وأول ما يبدأ شعب ما خطواته الأولى في سلم التنمية والنماء، تظهر حاجته جلية لمنظومة أخلاق، وتطفو على سطح مزاجه العام، مبادئ مثل المساواة والعدالة والحرية، يبدأ بالتفكير بها ثم بطرحها وتداولها ونقاشها، حتى تنضج هذه المفاهيم لديه وتدخل حيز المعلوم به ( مرجعية قيمية أخلاقية ). ثم تنتقل بعد ذلك لحيز المعمول به، وهو سن أنظمة وقوانين للدولة على أساسها، تنظم العلاقة بين فئات الشعب ببعض، لتضمن ولو نسبياً، مراعاة مصالح كل الفئات والأفراد، والتي تصب بالأخير للصالح العام بشكل عام. وعلى هذا الأساس يصبح الإنسان الفرد، الماهر في عمله والمنتج في مجتمعه هو ركيزة اهتمام الدولة ومحل احترام المجتمع. وهنا تظهر على السطح، قيم منظومة أخلاقية، تدعم الخير الخاص والصالح العام، تستند على مرجعية أخلاقية، تعمل كمعيار لأنظمة وقوانين الدولة وتهذب المزاج الشعبي العام وتقوي من لحمته وتماسكه.وهنالك فرق كبير وشاسع بين الأخلاق (Morals) والأخلاقيات (Ethics). فالأخلاق هي منظومة الأخلاق ومرجعيتها القيمية الأخلاقية التي ذكرت أعلاه. أما الأخلاقيات فهي مجموعة الشروط والآداب، المتعارف عليها شفاهة أو كتابةً بين أصحاب مهنة معينة، ويبنون عليها الأنظمة والقوانين التي يعملون تحت ظلها. أي ما نطلق عليه بأخلاقيات المهنة. وعادة ما تكون أخلاقيات مهنة ما، متضاربة مع أخلاقيات مهنة أخرى؛ وذلك من سبيل حماية المصلحة الخاصة والذود عنها. أي بأنه ليس بالضرورة، بأن تكون أخلاقيات مهنة متماشية مع أخلاقيات مهنة أو مهن أخرى، أو مع الصالح العام. فكل مهنة بالطبع، تتحيز لنفسها ولمصالح العاملين بها. فدوماً مصلحة العاملين بمهنة بيع الخضروات والفواكه، تأتي على حساب العاملين بمهنة الزراعة وتغبنهم حقهم في سعر الشراء، كما ترفع الأسعار على باقي فئات المجتمع، برغم ما تحكم العاملين بها من أخلاقيات بينية قد تكون صارمة تنظيمياً وعادلة لهم، وقس على ذلك باقي المهن.ولا ضرر من وجود منظومة أخلاقيات لكل مهنة تنظمها وتحكم العاملين بها، في أي مجتمع، بل هي مطلوبة. ولكن بشرط وجود منظومة أخلاق عامة لها مرجعيتها القيمية الواضحة والمحددة والمتفق عليها في نفس المجتمع؛ حتى تقوم بضبطها وضبط أخلاقيات المهن الأخرى، والتنسيق بينها والسيطرة عليها ضمن مهنتها، كي لا تصبح ثقافة أخلاقياتها المرجع القانوني والشرعي للمجتمع، وتنتقل حتى لتحريك الوجدان الجمعي. وفي حال حدث مثل هذا، أي غابت منظومة أخلاق من مجتمع ما، وحلت محلها منظومة أخلاقيات مهنة ما، بسبب سيطرة أصحاب المهنة على مقاليد الحكم والتحكم؛ حينها يفرض أصحاب هذه المهنة التي تعمل لصالحهم فقط وتحمي مصالحهم، على حساب أصحاب المصالح الأخرى في المجتمع؛ ويرغمون على اتخاذها كمرجعية قانونية وشرعية وثقافية للمجتمع. حينها تحرك مثل هذا المجتمع منظومة أخلاقيات لا منظومة أخلاق.وفي ظل سيطرة أخلاقيات مهنة معينة على شعب ما؛ تصبح شروط وآداب (أخلاقيات) هذه المهنة، ليس فقط منظومتها التي تعبر عنها من خلال أنظمتها وقوانينها، ومزاجها الجمعي العام؛ ولكن أيضاً مرجعيتها القيمية الأخلاقية، التي تتحول مع الوقت لثوابت؛ لا تستطيع الفكاك منها، في ظل أي محاولة إصلاحية يتطلبها العصر. فهل نحن كعرب تحركنا منظومة أخلاق أم منظومة أخلاقيات؟


المصدر: جريده الوطن / عبدالرحمن الوابلي

القيم بين الفكر الإسلامي والفلسفي

مشاركة : الجوهرة الفهيد
بعد ماعرفنا الاخلاق انها قيم ومبادئ وهيئه في النفس راسخه تصدر عنها الافعال بسهوله ويسر... وغيرها من التعريفات ..اريد هنا ان اعرف القيم ..والقيم لها تعريف في اللغه و تعريف في الاصطلاح وسأتطرق هنا الى تعريفها اصطلاحا.
فالقيم اصطلاحا: يحسن هنا أن أنقل ما قاله الغامدي والدهيش في بحثهما عن المعنى الاصطلاحي للقيمة حيث يتميز بالشمول والوضوح ، وقد جاء فيه " أما المعنى الاصطلاحي للقيمة فقد تعددت بتعدد مجالات استخدامها في النشاطات الإنسانية، وإن كل معنى من هذه المعاني يتخذ خاصية المعيار للمجال الذي استخدم فيه وهكذا ظهرت نظرية القيم أو علم القيم (Axiology). ويُعزى ظهور هذا المفهوم إلى الفيلسوف الألماني "نيتشه" وتنحصر مهمة هذه النظرية في القيام بتحليل طبيعة القيم وأنواعها ومعاييرها وتُعتبر وثيقة الصلة بكثير من العلوم ومنها "الأخلاق".
وهناك ايضا تعاريف للقيم من مدراس فلسفية ومنها
تعريف القيمه في المدرسة الفلسفية المثالية:
تعود فكرة هذه المدرسة إلى أفلاطون (427 ق. م – 347 ق. م) ويجمع عالم القيم المثالي مثلث أفلاطون المعروف: الحق، الخير، الجمال، وظلت القيم المأخوذة من هذه المدرسة وما زالت قديماً وحديثاً مصدراً لأهداف التربية وصياغة ما يُطلق عليه التربية الأخلاقية"Moral Education" وانعكس ذلك على العملية التعليمية والتربوية بهدف تمكين القيم من المتعلم بحيث تكون بمنزلة الضابط والموجه لسلوكه. (أرسطو، 1924).

القيم من منظور إسلامي:
القيم في الفكر الإسلامي تختلف عن غيرها في الفلسفات السابقة فهي ليست من نتاج الفكر البشري، وإنما تعتمد في أساسها على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، كما أن القيم في الإسلام تنزع إلى الشمول فالدين الإسلامي لم يأت خاصاً بأمة دون أخرى بل هو للناس كافة، أما ميدان تطبيقه فهو شامل في قواعده وتشريعاته جميع نواحي الحياة الدنيا والآخرة، وقد كونت مبادئ الإسلام وقيمه نظاماً اجتماعياً له قيمه ومعاييره والتي تمثلت في العلم، والعمل، والتقوى، والعدل. فقيمة العمل تأتي في مقدمة القيم ولم تكن مكانتها أقل من قيمة العلم وإنما هي مرتبطة بها، أما قيمة التقوى فهي تمثل ركيزة أساسية لقيمة العمل، والتقوى بمنزلة المعيار الذي يُقاس العمل به وهي ترمز في الشريعة الإسلامية إلى صون الإنسان نفسه من القيام بأفعال يجب المعاقبة عليها، أو ترك أفعال يُعاقب على تركها. أما قيمة العدل في الإسلام فذات مضمون اجتماعي ويضع المفكرون من المسلمين قيمة العدل على رأس قائمة المبادئ، وقيمة العدل تطبق على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع. (عبد الراضي، 1992م).
والقيم في الإسلام هي فضائل خلقية، وهي المعيار لسلوك أفراد المجتمع عامة وأرباب المهن خاصة، فالدين الإسلامي بمنزلة المعيار الذي على أساسه تُحدد قيمة أخلاقية العمل فجميع المسلمين تقوّم أعمالهم في إطار غايات وأهداف الدين الإسلامي الحنيف، والمسلم الملتزم ذو أخلاق إسلامية، يخشى الله ويلتزم بالقيم التي حث عليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.


مقتطفات مأخوذه من كتاب أخلاقيات المهنة في الاسلام وتطبيقاتها في أنظمة المملكة العربية السعوديه، تأليف: د.عصام بن عبدالمحسن الحميدان

أخلاق الإدارة وإدارة الأخلاق

أخلاق الإدارة وإدارة الأخلاق


مشاركة : عائشه عبداللطيف العقيل

عديدة هي المفاهيم الاخلاقية التي يكثر الكلام عنها في أدارة الاعمال مثل: الدقة، المساواة، العدالة، الصدق، الاحترام، الثقة، الأمانة، المسؤولية الاجتماعية
وتقدير حرية الموظف وعدم الاضرار بمصالحه، وغيرها من المفاهيم التي أصبح لها أثر قوي في تحديد شكل وأبعاد أهداف المجتمع السياسية، الاجتماعية والاقتصادية، وفي أطار عمل منشأت الاعمال، ينبغي على المديرين أن يتمسكوا بهذه المبادئ ويعتنقوها كقيم شخصية ومبادئ أساسية للتنظيم ودستور للحياة في العمل عند أتخاذ تلك القرارات ذات الصلة بالرؤساء، المرؤوسين، الزملاء، الزبائن، الموردين، المستثمرين.... الخ. ولكن تعال معنا، ولاحظ ما الذي يحدث بالواقع؟ فقد صار الكثير من هؤلاء المديرين لا يبالي بمراعاة تطبيق هذه القيم السامية في سلوكهم الاداري، لا بل راح البعض منهم يضربها عرض الحائط.وعلى وفق ذلك، صارت التصرفات اللاأخلاقية تغزو منشات الاعمال والمنظمات الحكومية على حد سواء، فشاع الفساد فيها، بحيث أخذت تقبل الرشوة والهدية، كما ساد الحال عدم الامانة وابتزاز الاموال في العمل، كذلك ظهرت حالات تمييز السعر، التضليل في الاعلان، المناورة في عقد الاتفاقات والحصول على المناقصات وفق أتفاقات ما وراء الكواليس. وقد أمتد الامر ليصل الى البيئة فاشتركت هذه المنشأت بتلوثها والاضرار بصحة ابناء المجتمع. ومن هنا فقد عد موضوع الاخلاق في وقتنا الحاضر من بين أكثر أنواع القيم المكونة لثقافات المنظمات أهمية وتأثيراً، وكما بات يشكل جزءاً مهما من السياسات الرسمية والنشاطات غير الرسمية للعديد من هذه المنظمات، وقد اخذت دراسة الاخلاق تغدو في وقتنا الحاضر ذات أهمية أكثر من أي وقت مضى نظرا للتعقيدات المرتبطة بها، اداراتها من جهة، والحاجة الملحة لضرورة الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية لهذه المنشات من جهة اخرى ويضيف (دافت , 1992) . في هذا الجانب ليبرز مثل تلك الضرورة، بقوله ان أخلاق الادارة تكاد ان تكون القضية الصعبة جدا" في عالم منشأت الاعمال. ويأتي ذلك من سببين رئيسيين هما أ) بروز ما يسمى بمعضلة الاخلاق والتي اخذت تطفو على السطح بسبب صعوبة تحديد السلوك الصحيح والسلوك الخاطئ أو السلوك السوي والسلوك الشاذ وبطريقة قاطعة او نهائية
ب) استخدام بعض المدراء في تعاملهم اليومي الاداري مبدأ الكيل بمكيالين او ما يطلق عليه بازدواجية الأخلاق بحيث يطبقون معيارا اخلاقياً معيناً في موقف ما مع القريب مثلا ، ومعيارا اخلاقيا اخر مع الفرد الغريب. فعلى هذا الاساس قد شاعت دراسة الاخلاق والبحث في متغيراتها ، بحيث نالت العديد من التفسيرات والاشكال غير المتشابهة وتفجرت الكتابات عنها في الادارة لما لها من فوائد تعود على المجتمع بشكل عام، وعلى المنظمات بشكل خاص، فالعديد من وجهات النظر ستقدم في هذه الدراسة والبحث لحالي ، يهدف الى اختبار وتحليل بعض ما طرح بصدد الاخلاق في نظريات الادارة وعلم المنظمة لغرض الوصول الى فهم دقيق ، وبالتالي تحديد أجراءات مجابهة أكثر جدوى تجاه واحد من أبرز متطلبات التطوير في الدول النامية والعراق على وجه الخصوص فالدراسة ستعنى بتفحص طبيعة الاخلاق وتكوينها على مستوى الفرد العامل، ومن ثم تمضي قدما لمناقشة اخلاق الادارة في المنظمات، وكيف سيكون بمقدور منشات الاعمال ادارة السلوك الاخلاقي لافرادها، ومن ثم تقديم الاستنتاجات والمقترحات

المصدر : جريدة الصباح , العراق