السبت، 7 نوفمبر 2009

القيم والمهنة



يقوم المنهج الإسلامي على تقويم السلوك البشري وتهذيبه وتوجيهه بما يحقق المصلحة الفردية والجماعية وذلك لأن الإنسان بطبعه خلق ضعيفاً هلوعاً ، وقد كان النبي عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أعظم الناس خلقاً وأحسنهم سلوكاً ، وقد وصفه المولى عز وجل بقوله "وإنك لعلى خلق عظيم" ( القلم : 4) .
والنبي الكريم صلى الله عليه وسلم جعل من الأخلاق الفاضلة والقيم النبيلة طريقاً فسيحاً لدعوته ، فقال "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" ، كما أن الله جل وعلا جعل تغيير أحوال الأمم رهيناً بتغيير أخلاقها وسـلوكها كما في قوله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) (الرعد : 11) .
وإذا كان هناك عدد من الصفات الأخلاقية التي ينبغي على الفرد المسلم التحلي بها في التعامل مع الآخرين فإن الالتزام بهذه الصفات في مجال العمل يكون أوجب وأهم ، ذلك لأن المهنة هي محـور علاقة مباشرة بين الفـرد ومن حوله ممن يتعاملـون معه من الزملاء و الرؤساء والمرءوسين والمستفيدين من عمله من محتاجين وعملاء .
وتؤدي القيم الفاضلة التي يعتنقها الفرد المسلم المستمدة من عقيدة التوحيد ومبادئ الشريعة دوراً أساسياً في التأثير على سلوكه ونشاطاته بل وممارساته اليومية ، ومن هذا المنطلق فإن قيمنا هي أهم ما يميز شخصياتنا ، فهي تؤثر على سلوكنا والأشخاص الذين نثق بهم والرغبات التي نلبيها ، وكذلك الطريقة التي نستثمر بها أوقاتنا وجهودنا ، وعلى جميع مظاهر حياتنا ، بل إن قيمنا هي التي توجهنا للطريق القويم في الأوقات الحرجة حين تتفرق بنا السبل وتتقاذفنا الضغوط وأمواج الحياة .
والقيم تعبر عن المعتقدات الأساسية للفرد ، وهي التي تحدد له ما يجب أن يفعله أولا يفعله ، وماهو صحيح أو خطأ أو حق و باطل أو اختصاراً هي التي توجه أخلاقنا وسلوكنا في التعامل مع الأشياء أو مع الآخرين من حولنا .
وإن لمظاهر السلوك الإنساني الذي يسلكه الفرد وهو يؤدي مهنته التي يزاولها علاقة وطيدة بين قيمه التي يعتنقها من جهة وبين قيم المنظمة التي يعمل فيها ويطبق فلسفتها من جهة أخرى ، وبين قيم المجتمع الذي يعيش فيه كل من الفرد والمنظمة من جهة ثالثة .
وقد تصدى مجموعة من العلماء والباحثين في شتى الحقول العلمية والمعرفية في علم النفس والاجتماع وعلم الأجناس البشرية والإدارة إلى قضية القيم ومحاولة فهمها لتفسير السلوك الإنساني وما يصدر عنه من ممارسات صحيحة أو خاطئة نتيجة للقيم أو الموروثات التي يحملها الفرد ويؤمن بها.


ومن هنا جاءت أهمية دراسة تأثير القيم ودورها في تحريك العاملين في مجال الإدارة، وضبط سلوكهم وعلاقاتهم المتداخلة مع كافة الأطراف.

هناك 6 تعليقات:

  1. مقاآل رآآآئع ..
    وضح لي آهميه القيم بالمهن التي نزآولها ..
    شكرآ لجهودك ..
    (دلآل السدلآن)

    ردحذف
  2. نهى عبدالعزيز الزعاقي15 نوفمبر 2009 في 6:08 ص

    القيم والاخلاق لا يمكن أن نجزئها عن اطار العمل ..
    فالاخلاق من أولويات العمل ..
    بل هي من اهم الاسس التي تنبني عليها أي مؤسسة ..


    شكرا استاذي على هذا المقال ..

    ردحذف
  3. الجوهره الفهيد شعبه 4121 ديسمبر 2009 في 8:20 ص

    أن هذا الموضوع شعبة من شعب الإسلام، فكما أن الإسلام يهتم بالأخلاق عموماً، فهو يهتم بأخلاق المهنة خصوصاً بدلالة الكتاب والسنة
    والاهتمام بأخلاق المهنة ينطلق من مفهوم قول الله سبحانه  وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ 

    ردحذف
  4. أمجاد الحامد - 4125 ديسمبر 2009 في 2:52 م

    مقال رائع, فالأخلاق شيء أساسي سواء في علاقات الحياة العامة أو علاقات العمل , ونفعُهُ يتعدى للآخرة
    قال صلى الله عليه وسلّم"ان أقربكم مني منزلا يوم القيامه احاسنكم اخلاقا"

    شكرا ياأستاذ..

    ردحذف
  5. مقال رائع
    شكرا لك أستاذ

    ردحذف
  6. السلام عليكم
    مرحبا أستاذي الكريم
    ودي أعرف إذا كان بحثي وصل لك او لا
    "أروى البصيلي"

    ردحذف