الأحد، 8 مايو 2011

أخلاقيات المهنة .. الحلم والواقع


أخلاق المهنة هي كلمة تعني مزيج من السلوكيات والأخلاق الحسنة التي ينميها أو يكتسبها الإنسان ويمارسها أثناء أدائه لعمله وخاصة فيما يتعلق بالتعامل مع الجمهور المحيط (زبائن, مراجعين, طلاب, مرضى أو غيرهم). وهذه الأخلاق المهنية تفرضها القيمة الحقيقية للإنسان في المجتمع الذي يحترم الإنسان.
(في مجتمعنا قد يكون الكلام عن ذلك مجرد تنظير وقد يكون حقيقة ! ... لكم الإجابة)

*
رفعت الهاتف للاتصال على خدمة العملاء بإحدى الشركات الخدمية الخاصة فأدهشني ذلك الأسلوب الرائع في التعامل والردود اللبقة التي يمارسها هذا الموظف ... أقفلت المكالمة بأدب لآخذ نفس ولأغمض عيني ثم أفتحها ... فربما كان ذلك حلما ... اتصلت مرة أخرى ... لأجد موظفا آخر يستقبلني بذلك الترحيب. عند ذلك أيقنت أن ذلك حقيقة.


أغلقت السماعة ... لأحلم ... "وهل الحلم حرام !" ... تخيلت أن ذلك الحال ينطبق على تعاملاتنا مع بعضنا في جميع تعاملاتنا ... في المدارس، في الجامعات، في الدوائر الحكومية، في مساجدنا، في مجالسنا، في مستشفياتنا في بيوتنا. الله كم سيكون المجتمع راقيا ... وكل فرد سيكون ملكا. "انتهى الحلم".


فتحت عيني لأتذكر ذلك اليوم الأسود الذي التقيت فيه الطبيب الاستشاري الذي أجرى عملية جراحية لصغير تربطني به قرابة ... لم نعلم ما الذي سيحدث في العملية من قبل ولا من بعد ... أتى هذا الجزار ليعمل العملية ويذهب من غير أن يلتقي بوالدي الطفل من قبل ولا من بعد ليعطيهما نوعا من الاحترام وليخبرهما ما الذي سيحدث إن شاء الله أو ما الذي حدث ... تبعته في المصعد وهو على عجل وسألته عن الطفل .. فقال العملية ناجحة بإذن الله وأنا مشغول ... "ويسمعك إلى يومك" .. قد لا تهمكم النتيجة ولكن سأختصرها " لازال الطفل بعثرة العملية إلى يومكم".



في يوم ما ... رافقت مع مريض مدة عشرين يوما تقريبا في المستشفى... لا تكاد تمر عليك ساعة حتى تسمع بقصة مؤلمة أو ترى موقفا مؤلما ... ومع ذلك كل مريض أو مراجع يحمل ذلك في جنبه ... أصدقكم القول أنني لو اكتب تلك المواقف فلن ننتهي وستقولون في بعضها " لالالا أنت تمزح". ولكن هي الحال وقد تحملون في جعبتكم المزيد.


*



( إذا كانت هذه الأخلاقيات تحملها بعض الحمائم البيض كما يطلق على من يعمل تحت المعطف الأبيض فكيف بغيرهم ... )





سبحان الله ... !






أتمنى أن تدرس تلك الأخلاقيات المهنية في مناهجنا جنبا إلى جنب مع المعرفة الأكاديمية فكلاهما لا يستغني عن الآخر ... وإذا كانت تلك الأخلاقيات واجبا مهنيا ... ومطلبا إنسانيا ... فهي واجب ديني قبل ذلك ولنتذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أبو ذر ومعاذا ابن جبل رضي الله عنهم :( اتق الله حيثما كنت واتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن).



مشاركة:
الطالبــه : أَبـرار بنت عَبدالرحمن الـرُبـاح ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق