الأحد، 8 مايو 2011

الواسطة وتأثيرها على أداء القطاع العام

الواسطة وتأثيرها على أداء القطاع العام
د. عبدالله بن سعد العبيد

الواقع يقول إن الواسطة داء ومرض لا شفاء منه متى ما اعتاد عليه مستخدمه ومتى ما قدمه له من لديه السلطة وهو الذي سيحتاج الأول يوماً ما وسيقوم الثاني برد الجميل من خلال تقديمه واسطة أخرى للأول وهكذا يستشري الداء ليفتك بالمجتمع ويضرب بالأنظمة عرض الحائط، إنه داء يقتل روح الإنتاج في الفرد ويحبط آمال الكثير في البحث عن الذات، ويهضم الحقوق، ولا يقدر المجهود، يبعث الألم والحسرة في النفوس.

لا ننكر أن الواسطة منتشرة في كل مكان، وهي تخدم البعض بل القلة وتضيع حقوق البعض الآخر بل الكثرة وهنا تكمن المشكلة، ولكن أين هي هذه الحقوق؟ وما دام الإنسان يلجأ للواسطة فإن ذلك يعني وجود عقبات أمامه، الأمر الذي يضطره لأن يبحث عن الواسطة. ولعلي لا أبالغ إن قلت إن أول تلك العقبات غياب الموظف الذي لا يقدم هكذا خدمة على حساب شخص آخر.

لا شك أنني مؤمن أن الواسطة تغيب حقا عن صاحبه وتسلبه إياه وتعطيه لمن لا يستحقه وأؤكد لمن لا يستحقه، فما الحكمة من بحث الشخص عن واسطة وهو من استوفى جميع شروط وواجبات الحصول على الخدمة المطلوبة؟ لماذا يلجأ للواسطة إن كان وضعه طبيعيا وسليما؟ وإن لم يكن كذلك فلا سبيل له إلا الواسطة التي حتماً ستكون على حساب شخص آخر اكتملت أوراقه واستوفى جميع متطلبات تلك الخدمة فيحرم منها والأعذار المقدمة له كثيرة وجاهزة هذا إن كلف الموظف نفسه للاعتذار عن ما أحدثه من خلل في النظام الإداري المستأمن عليه.

لقد أضحى كثيرون ممن لديهم أعمال لدى الجهات الحكومية الخدمية الرسمية عندما يهمون بالذهاب للحصول أو لإنهاء أمر ما يسألون هنا وهناك إن كان ثمة أحد يعرف في تلك المؤسسة موظفاً يستطيع خدمته في إما تجاوز بعض الشروط التي لم يستوفها أو للإسراع في إنهاء معاملته.

هناك من يسأل عن سر تأخر المرور لدينا في معالجة قضايا التجاوزات الأخلاقية والمرورية في شوارعنا، وهناك من يسأل عن سر تخلف وزارة التجارة في إنهاء معاملات التجار وآخرون يسألون عن سبب عدم نجاح مكاتب العمل في ما كلفت به، وهناك من يسأل لماذا لا نلاحظ تقدم الخدمات في إدارات الجوازات بالمملكة (وغيرها كثير) من الأمثلة الشاهدة على تفشي ظاهرة الوساطات برغم حرص القائمين على تلك المصالح من تسيير العمل بشكل سليم ودون تأخير.

لا بد من وقفة جادة لهذا الموضوع يتم من خلالها محاسبة كل متسبب في تقديم تلك الواسطات وعندها ستجدون كيف أن الأمور ستسير بشكلها الطبيعي دونما تأخير وأن الجميع متساوون والكل يحصل على ما يريد دون تجاوزات.



مشاركة الطالبة : ساره دخيل عبدالله الماجد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق