الخميس، 3 ديسمبر 2009

أخلاق الإدارة وإدارة الأخلاق

أخلاق الإدارة وإدارة الأخلاق


مشاركة : عائشه عبداللطيف العقيل

عديدة هي المفاهيم الاخلاقية التي يكثر الكلام عنها في أدارة الاعمال مثل: الدقة، المساواة، العدالة، الصدق، الاحترام، الثقة، الأمانة، المسؤولية الاجتماعية
وتقدير حرية الموظف وعدم الاضرار بمصالحه، وغيرها من المفاهيم التي أصبح لها أثر قوي في تحديد شكل وأبعاد أهداف المجتمع السياسية، الاجتماعية والاقتصادية، وفي أطار عمل منشأت الاعمال، ينبغي على المديرين أن يتمسكوا بهذه المبادئ ويعتنقوها كقيم شخصية ومبادئ أساسية للتنظيم ودستور للحياة في العمل عند أتخاذ تلك القرارات ذات الصلة بالرؤساء، المرؤوسين، الزملاء، الزبائن، الموردين، المستثمرين.... الخ. ولكن تعال معنا، ولاحظ ما الذي يحدث بالواقع؟ فقد صار الكثير من هؤلاء المديرين لا يبالي بمراعاة تطبيق هذه القيم السامية في سلوكهم الاداري، لا بل راح البعض منهم يضربها عرض الحائط.وعلى وفق ذلك، صارت التصرفات اللاأخلاقية تغزو منشات الاعمال والمنظمات الحكومية على حد سواء، فشاع الفساد فيها، بحيث أخذت تقبل الرشوة والهدية، كما ساد الحال عدم الامانة وابتزاز الاموال في العمل، كذلك ظهرت حالات تمييز السعر، التضليل في الاعلان، المناورة في عقد الاتفاقات والحصول على المناقصات وفق أتفاقات ما وراء الكواليس. وقد أمتد الامر ليصل الى البيئة فاشتركت هذه المنشأت بتلوثها والاضرار بصحة ابناء المجتمع. ومن هنا فقد عد موضوع الاخلاق في وقتنا الحاضر من بين أكثر أنواع القيم المكونة لثقافات المنظمات أهمية وتأثيراً، وكما بات يشكل جزءاً مهما من السياسات الرسمية والنشاطات غير الرسمية للعديد من هذه المنظمات، وقد اخذت دراسة الاخلاق تغدو في وقتنا الحاضر ذات أهمية أكثر من أي وقت مضى نظرا للتعقيدات المرتبطة بها، اداراتها من جهة، والحاجة الملحة لضرورة الاهتمام بالمسؤولية الاجتماعية لهذه المنشات من جهة اخرى ويضيف (دافت , 1992) . في هذا الجانب ليبرز مثل تلك الضرورة، بقوله ان أخلاق الادارة تكاد ان تكون القضية الصعبة جدا" في عالم منشأت الاعمال. ويأتي ذلك من سببين رئيسيين هما أ) بروز ما يسمى بمعضلة الاخلاق والتي اخذت تطفو على السطح بسبب صعوبة تحديد السلوك الصحيح والسلوك الخاطئ أو السلوك السوي والسلوك الشاذ وبطريقة قاطعة او نهائية
ب) استخدام بعض المدراء في تعاملهم اليومي الاداري مبدأ الكيل بمكيالين او ما يطلق عليه بازدواجية الأخلاق بحيث يطبقون معيارا اخلاقياً معيناً في موقف ما مع القريب مثلا ، ومعيارا اخلاقيا اخر مع الفرد الغريب. فعلى هذا الاساس قد شاعت دراسة الاخلاق والبحث في متغيراتها ، بحيث نالت العديد من التفسيرات والاشكال غير المتشابهة وتفجرت الكتابات عنها في الادارة لما لها من فوائد تعود على المجتمع بشكل عام، وعلى المنظمات بشكل خاص، فالعديد من وجهات النظر ستقدم في هذه الدراسة والبحث لحالي ، يهدف الى اختبار وتحليل بعض ما طرح بصدد الاخلاق في نظريات الادارة وعلم المنظمة لغرض الوصول الى فهم دقيق ، وبالتالي تحديد أجراءات مجابهة أكثر جدوى تجاه واحد من أبرز متطلبات التطوير في الدول النامية والعراق على وجه الخصوص فالدراسة ستعنى بتفحص طبيعة الاخلاق وتكوينها على مستوى الفرد العامل، ومن ثم تمضي قدما لمناقشة اخلاق الادارة في المنظمات، وكيف سيكون بمقدور منشات الاعمال ادارة السلوك الاخلاقي لافرادها، ومن ثم تقديم الاستنتاجات والمقترحات

المصدر : جريدة الصباح , العراق


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق