الجمعة، 11 ديسمبر 2009

لاتفقد الأمل في أخلاق العاملين .. قصة آل كابون

مشاركة : سمية الجميعة
أحيانا قد يكون الشخص في بيئة تضعف فيها أخلاقيات العمل لدى الأفراد وقد يجتمع ذالك مع هفوات في النظام فيقع في خيبة أمل وقد يضعف إيمانه بمبادئه التي تبناها كجزء منه ومن شخصيته فكلما نظر حوله وجد قلة من هم يؤدون أعمالهم على أكمل وجه ليس من اجل الترقيات أو البدلات ولاكن لاعتقادهم بان ذالك هو الصحيح ومن مقتضيات القيام بهذا العمل وقد يكونوا اقسموا على ذالك في بعض المهن ولاكن بدون رد اعتبار لذالك القسم ..بل الأسوأ من ذالك القيام بما ينافي مقتضيات مهنتهم بالكلية كان يكون مسؤل عن السلامة في مبنى ما فيتغاضى عن التدقيق في الشروط مقابل مبلغ مالي أو مقابل توطيد علاقته مع المالك متجاهلا اساس مهنته وهي الحفاظ على السلامة من اجل أرواح الناس وليس مجرد بنود على ورق ..
ولاكن ذالك لا يعني ابدا فقد الأمل فحتى لو كنت شخصا واحدا بيدك القدرة على التأثير ولو كان ذالك التأثير لا يظهر إلا على المدى البعيد فمجهود الشخص لن يضيع بل يجب عليه أن يكثف جهوده في البحث عن كيفية الإصلاح من خلال النظام ولو كان يرى أن هذا النظام غير فعال فمثل الذين يرتكبون تجاوزات باسم النظام عن طريق احد ثغراته هناك من يسعون لتحقيق العدل والإصلاح عن طريق ميزاته اوحتى ثغراته ..
ومن هذا المنطلق أردت التقديم لهذه القصة المشوقة فهي تتحدث عن شخص وهو الفونس آل كابون يعرف ب"آل كابون" هذا الشخص يعد من أشهر الأسماء في تاريخ العالم الإجرامي والمافيا الايطالية في الولايات المتحدة تقع الأحداث خلال الفترة بين 1920و1930فقد كان في أوج ازدهار أعماله التي تضمنت كل مايخطر على البال من الأعمال الغير مشروع المتاجرة بالمخدرات وتهريب الاسلحه والمتاجرة بها وأعمال الدعارة والأعمال الربويه والرهونات الغير قانونيه وأعمال المقامرة الغير مشروعه السرقة والسلب والقتل وغسيل الأموال واتخذ من مدينة شيكاجو مقر لإعماله وكان مهيمنا على الأجواء في تلك الفترة ومتمكنا من النظام عن طريق الرشاوى فكان له في كل من الاجهزه الحكومية أعوان يتولون تغطية أعماله والتغاضي عن جرائمه وان فكر احد في محاكمته كان العنف السبيل الوحيد الذي يتعامل به فيقتل جميع الشهود ويرشي هيئة المحلفين "مجموعه من المواطنين يتم اختيارهم للبت في الحكم على المتهم بالإضافة إلى القاضي الذي يتولى مهمة تحديد العقوبة " فيضمن عدم تعرضه للمشاكل القانونية
فلكم أن تتخيلوا الشعور بالعيش في تلك البيئة حيث الكل حتى وسائل الإعلام على علم تام بإجرام هذا الشخص ولاكن لا احد يجرؤ على عمل شي أو محاولة اتهامه خوفا على حياتهم ..
خلال تلك الأجواء كانت مجموعة من المحققين النزيهين الذين اختاروا السعي لإحقاق العدالة بالرغم من المخاطر المحيطة بها بدل التسليم لواقع الحال ..فقد بدا مكتب وكيل الحظر في تلك الفترة "اليوت نيس" الذي اخذ على عاتقه البحث والتحقيق للإطاحة به ولا كن للأسف باءت المحاولات الأولى له بالفشل وبالرغم من ذالك لم يفقد الأمل بل استعان بشرطي سابق مخضرم ويدعى "مالون"كان مالون فض الطباع ولاكنه ساعد نيس في تكوين فريق للبت في الموضوع واخذ يعلمهم كيفية الإنهاء على الفساد الإداري والجريمة في شوارع شيكاجو في تلك الأثناء كان آل كابون غير عابئ بمحاولاتهم فكله ثقة من الفساد الذي سيمكنه من الحفاظ على مركزه وهيئته التي اتسمت بالملابس الفخمة والسيارات الفارهه ..ومن خلال بحثهم وبمساعدة احد أعضاء فريقهم وهو محاسب وجدوا احد المحاسبين الذين يعملون لدى رجل العصابة والذي بدوره لم يكن مرتاحا من عمله لدى العصابة فعرضوا عليه مساعدتهم مقابل العمل على حمايته من رجال العصابة فوافق وعن طريق مساعدته استطاعوا إيجاد إحدى النقاط التي غفل رجل العصابة عن تغطيتها لأنها بالنسبة لأعمالهم أمر تافه وهو الضرائب حيث وجدوا من خلال التدقيق في حساباته بمساعدة ذالك المحاسب العديد من المستحقات لهيئة الضرائب والتي تملص من دفعها خلال تاريخ أعماله وبذالك وجدوا التهمه التي لا مجال للشك في صحتها ..طلبت المحاكمة ووصل الخبر إلى العصابة التي تعاملت معه بطريقتها حيث تحينوا الفرصة واغتالوا الشرطي مالون كانت مخططاتهم تقضي بقتل الفريق ككل والشاهد أيضا "المحاسب" ولاكن باءت محاولاتهم بالفشل فما كان من العصابة إلا أن ترشي هيئة احد هيئة أعضاء هيئة المحلفين ففعلوا ذالك ولاكن خبرة المحقق بهم جعلته يقوم بخطوه لم يتوقعوها وهي أن عرف من هو العضو الذي اخذ الرشوة واستبدله بآخر في أخر لحضه من انعقاد المحكمة وبذالك ظهر الحق وحكم عليه بالسجن احد عشر عاما بالإضافة لغرامات مالية كبيرة جدا..فتحققت العدالة لإيمان أشخاص معدودين بها ..وبتهمه لم يعرف بها رجل العصابة ولاكنها حققت الغاية وهي إيجاده مذنب لكي يعاقب عن كافة أعماله بطريقة غير مباشرة..

للاستزادة الاطلاع على "موسوعة ويكبيديا الحرة"

هناك تعليق واحد:

  1. شاكره لك ..

    اكدت لي هذه القصه هو انه يجب لكل مجموعه ان
    تكون الثقه بينهم متبادله وان يتعاونوا ..

    فهكذا استطاع مجموعة المحققين التغلب على
    ( آل كابون ) بايقانهم انهم باستطاعتهم اقامة العدل في تلك الفتره بالرغم من خوفهم من جبروته
    فلا شيء يقف في وجه المجوعه المتألفه فيما بينها ..

    كان هذا تعليقي ..
    احببت لمشاركه به ..
    الطالبه : نوره الرميان
    شعبة : 412

    ردحذف