الخميس، 3 ديسمبر 2009

القيم بين الفكر الإسلامي والفلسفي

مشاركة : الجوهرة الفهيد
بعد ماعرفنا الاخلاق انها قيم ومبادئ وهيئه في النفس راسخه تصدر عنها الافعال بسهوله ويسر... وغيرها من التعريفات ..اريد هنا ان اعرف القيم ..والقيم لها تعريف في اللغه و تعريف في الاصطلاح وسأتطرق هنا الى تعريفها اصطلاحا.
فالقيم اصطلاحا: يحسن هنا أن أنقل ما قاله الغامدي والدهيش في بحثهما عن المعنى الاصطلاحي للقيمة حيث يتميز بالشمول والوضوح ، وقد جاء فيه " أما المعنى الاصطلاحي للقيمة فقد تعددت بتعدد مجالات استخدامها في النشاطات الإنسانية، وإن كل معنى من هذه المعاني يتخذ خاصية المعيار للمجال الذي استخدم فيه وهكذا ظهرت نظرية القيم أو علم القيم (Axiology). ويُعزى ظهور هذا المفهوم إلى الفيلسوف الألماني "نيتشه" وتنحصر مهمة هذه النظرية في القيام بتحليل طبيعة القيم وأنواعها ومعاييرها وتُعتبر وثيقة الصلة بكثير من العلوم ومنها "الأخلاق".
وهناك ايضا تعاريف للقيم من مدراس فلسفية ومنها
تعريف القيمه في المدرسة الفلسفية المثالية:
تعود فكرة هذه المدرسة إلى أفلاطون (427 ق. م – 347 ق. م) ويجمع عالم القيم المثالي مثلث أفلاطون المعروف: الحق، الخير، الجمال، وظلت القيم المأخوذة من هذه المدرسة وما زالت قديماً وحديثاً مصدراً لأهداف التربية وصياغة ما يُطلق عليه التربية الأخلاقية"Moral Education" وانعكس ذلك على العملية التعليمية والتربوية بهدف تمكين القيم من المتعلم بحيث تكون بمنزلة الضابط والموجه لسلوكه. (أرسطو، 1924).

القيم من منظور إسلامي:
القيم في الفكر الإسلامي تختلف عن غيرها في الفلسفات السابقة فهي ليست من نتاج الفكر البشري، وإنما تعتمد في أساسها على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، كما أن القيم في الإسلام تنزع إلى الشمول فالدين الإسلامي لم يأت خاصاً بأمة دون أخرى بل هو للناس كافة، أما ميدان تطبيقه فهو شامل في قواعده وتشريعاته جميع نواحي الحياة الدنيا والآخرة، وقد كونت مبادئ الإسلام وقيمه نظاماً اجتماعياً له قيمه ومعاييره والتي تمثلت في العلم، والعمل، والتقوى، والعدل. فقيمة العمل تأتي في مقدمة القيم ولم تكن مكانتها أقل من قيمة العلم وإنما هي مرتبطة بها، أما قيمة التقوى فهي تمثل ركيزة أساسية لقيمة العمل، والتقوى بمنزلة المعيار الذي يُقاس العمل به وهي ترمز في الشريعة الإسلامية إلى صون الإنسان نفسه من القيام بأفعال يجب المعاقبة عليها، أو ترك أفعال يُعاقب على تركها. أما قيمة العدل في الإسلام فذات مضمون اجتماعي ويضع المفكرون من المسلمين قيمة العدل على رأس قائمة المبادئ، وقيمة العدل تطبق على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع. (عبد الراضي، 1992م).
والقيم في الإسلام هي فضائل خلقية، وهي المعيار لسلوك أفراد المجتمع عامة وأرباب المهن خاصة، فالدين الإسلامي بمنزلة المعيار الذي على أساسه تُحدد قيمة أخلاقية العمل فجميع المسلمين تقوّم أعمالهم في إطار غايات وأهداف الدين الإسلامي الحنيف، والمسلم الملتزم ذو أخلاق إسلامية، يخشى الله ويلتزم بالقيم التي حث عليها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.


مقتطفات مأخوذه من كتاب أخلاقيات المهنة في الاسلام وتطبيقاتها في أنظمة المملكة العربية السعوديه، تأليف: د.عصام بن عبدالمحسن الحميدان

هناك تعليق واحد:

  1. قال الفيلسوف الهندي "غاندي"الدين و مكارم الأخلاق شئ واحد لا يقبل الإنفصال ولا يفترق بعضهما عن بعض فهما وحدة لا تتجزأ,إن الدين كالروح للأخلاق و الأخلاق كالجو للروح .
    "أروى محمد البصيلي"

    ردحذف